تحمل العبادات التي فرضها اللهُ تعالى على الناس، الكثير من الأبعاد المتعددة، والحِكَم الإلهية الكثيرة، فمنها ما نعرف، ومنها ما احتفظ الله تعالى به لديه، ولذلك نركز على العادات الصحية في رمضان ونحن الآن مقبلون على شهر رمضان المبارك؛ فإن من بين الأمور التي نستحضرها من الحِكَم الإلهية من وراء الصوم في الشهر الفضيل، أمور وممارسات تتمم رسالة الإسلام الإنسانية،
مثل صلوات التراويح، وجلسات السمر ليلاً، حتى يحين وقت السحور، ثم صلاة الفجر، وغير ذلك. ومن بين أهم الأمور المرتبطة بشهر رمضان، وفريضة الصوم خلاله، مسألة العادات الصحية في رمضان – و الاستعداد للشهر الفضيل.
وتحقيق هذه الأهداف، والوصول إلى الاستفادة الأمثل من الصوم في شهر رمضان، يتحقق من خلال منظومة من الإجراءات والخطط
وكذلك وضع خطة لقضاء أيام الصوم وفق القواعد الصحية السليمة التي تضمن للإنسان الاستمرار في أداء فريضة الصوم طيلة أيام الشهر، مثل توزيع ساعات النوم، وتناوُل نوعيات معينة من الأطعمة، وجدول الطعام ذاته بين الإفطار وحتى السحور.
لا نقول ونؤكد على الفوائد الصحية الكبيرة للصوم، وبالذات في فريضة شهر رمضان، باعتبار أننا مسلمين، وننحاز إلى ديننا الحنيف؛ فالعلم الحديث أثبت بالفعل أنه من بين أهم جوانب الصوم؛ هو النواحي المتعلقة بالفوائد الصحية. والحديث النبوي الشريف، الذي يقول فيه الرسول الكريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “صوموا تصحُّوا”، موجود كشعار على بعض الأقسام في معامل وكليات طبية في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وفي هذه الدول التي لا تدين بالإسلام، وتُعلي من قيمة العقل والعلم؛ لا يمكنهم أن يضعوا هذا الشعار، إلا لو كان قد ثبت لديهم بواسطة أدوات العلم التجريبية والبحثية، صحة هذا الحديث النبوي.
ونبدأ بالإشارة إلى أنه من الضروري أن يتم التمييز بين فضائل الصوم الصحية، وبين فضائل الصوم الصحية في شهر رمضان؛ فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية، أن فوائد الصوم في معالجة بعض الأمراض، تستوجب الصوم لمدة أربعة أسابيع متواصلة، وهي مدة صوم رمضان، مما يقول بأن جزءًا من الحِكَم التي أرادها الله تعالى بفرض الصوم لشهر كامل، هي لطبابة الإنسان.
كما يُعد الصوم العلاج الأفضل في مجال طرد السموم المتراكمة في الجسد، مع تنشيطه للجهاز المناعي في جسم الإنسان، وذلك جزء من دور الفريضة في إعادة تجديد خلايا جسم الإنسان بشكل عام، ومنها الخلايا المناعية، وخلايا الدم، مع تعطيل تكاثر الخلايا السرطانية. كما ينظم الصوم عمل القلب، مما يقلل إلى حد كبير من اضطراباته، وكذلك تصلب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية.
ولا تقف فوائد الصوم الصحية عند مستوى الجهازَيْن الهضمي والدوري؛ لأنه أيضاً يعالج آلام المفاصل والظهر والأطراف، ويساهم في في تنظيف خلايا الدماغ، وتنشيط مراكز الذاكرة، مما يعزز قدرة الإنسان على العمل والإبداع.
في هذا الإطار؛ فإن هناك الكثير من الأمور التي يمكن للإنسان القيام بها من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من الشهر الفضيل، والأيام السابقة عليه. ومن بين أبرز الأفكار ما يلي:
ومن بين أبرز هذه الأشياء:
وبحسب ما تقدمه شركات التغذية العالمية من نصائح في هذا الصدد؛ فإنه ينبغي البدء في التخلي عن هذه النوعية من المشروبات قبل رمضان بأسبوعين؛ لكي يتجنب الإنسان الشعور بالصداع والتعب، وفي الشهر الفضيل، يمكن تناول كوب واحد منها بعد ساعة أو ساعتين من تناول الإفطار.
وحتى السحور. وهنا لدينا الكثير من البرامج التي وضعتها العيادات والمستشفيات الأوروبية والأمريكية في إطار كورسات العلاج بالصوم التي تتبناها. ومن بين أهم هذه النوعية من الأنظمة، النظام الذي يقوم على أساس البدء بتناول المياه وعصير الفاكهة، وبعض الحساء، ثم كميات قليلة من الطعام، تتضمن عناصر غذائية أساسية، مثل بعض الخبز الأسمر مع الخضروات المطبوخة. ثم بعد مرور ساعتين على دخول وقت المغرب؛ يمكن للإنسان بعد ذلك تناول وجبته الرئيسية مع شراب ساخن.
قبل بداية شهر رمضان، ينبغي عليك الاطلاع على البيانات التي تحددها شركات وخبراء الأغذية والأطباء للمحتوى الخاص بكل الأطعمة، من: البروتينات والفيتامينات والمعادن المختلفة، بالإضافة إلى السعرات الحرارية والسكريات، لكل كمية منها، بمعنى معرفة محتوى كل 100 جرام على سبيل المثال من كل نوع من أنواع الأطعمة الموجودة في بيئتك المحلية، مع مقارنتها مع الاحتياجات اليومية الدقيقة للجسم البشري منها (مثل السعرات الحرارية التي يصل الاحتياج اليومي منها إلى ما بين 2000 إلى 2500) وبالتالي؛ فإن الإنسان، وعند بداية الشهر الفضيل، سوف يكون قد عرف احتياجاته اليومية الدقيقة من السكريات والكربوهيدرات، وغير ذلك، يعمل على تنظيم خطط الطعام اليومية وفق ما هو مطلوب.
ومن ثَمَّ؛ فإن الإنسان المسلم – حتى لو لم ينتبه أو يعرف فرائض الشهر الفضيل الأخرى – فإن تحسين قدرة الإنسان على المرور بالشهر بكل ما فيه من مشقَّات؛ يكون من خلال العبادات، وعلى رأسها القرآن الكريم.. يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”
يتلو ذلك عبادات الليل، والتي منها صلاة القيام والتهجد، والقنوت إلى الله تعالى، والخلوة مع الخالق عز وجل؛ ففي كل ذلك الكثير والكثير من عوامل الصحة النفسية.
ومن هنا؛ فإنه، وقبل بدء الشهر الفضيل بأيام قليلة، يمكن للآباء والأمهات، ترتيب جدول للتواصل الاجتماعي وصلة الرحم خلال الشهر الفضيل، سواء من خلال ترتيب إفطارات جماعية، أو زيارات ليلية، وجلسات سمر، يكون جزءًا منها مخصصًا لأداء عبادات الليل. انتظروا الجزء الثاني من المقال ?? إذا كانت لديكم نصائح أخرى أو تجارب، فلا تبخلوا بمشاركتنا إياها في التعليقات ?
الكاتب/ أحمد محمود التلاوي
جرافيك/ محمد شمالي
2 Comments
كيف نستعد لرمضان
اقرأ المقال وطرق الاستعداد لرمضان فيه/
التخفيف من القهوة والسجائر إن كنت مدخنا
تنظيم النوم باكرا والاستيقاظ باكرا للاستفادة من كل دقيقة في رمضان
تجهيز الكتب التي يمكنك قراءتها في رمضان خلال الصيام
كتابة التحديات التي ستفعلها في العبادة : تحدي ختم القرآن مرة على الأقل، الذكر (استغفار ، تسبيح ، صلاة على النبي… إلخ) 1000 مرة يومياً على الأقل، فهم وتفسير جزء من القرآن على الأقل ، إطعام 10 مساكين وإفطار صائم مرة كل أسبوع، وضع مصاحف وتوزيع مياه وتمر في المساجد خلال رمضان، … إلخ وغيرها من التحديات التي تستطيعها.
كل تلك طرق استعداد لرمضان : )
شكراً لمشاركتك